نداءات الرحمن!!!

نداءات الرحمن
ــــــــــــــ
إن لله عز وجل تسعين نداءا لعباده المؤمنين حواها كتابه القران الكريم وهذا ليعلم كل منا أن هذه النداءات التسعين قد اشتملت على ما يهم المسلم من أمر دينه ودنياه، وما يجب أن يعلمه ويعمل به ليكمل ويسعد في دنياه ويفلح ويفوز في آخرته، إذ أن هذه النداءات الرحمانية بينت العقيدة السلفية المنجية، والعبادات الدينية المزكية للنفس البشرية، كما بينت الأخلاق الإسلامية الفاضلة، والآداب الشرعية السامية، والمعاملات النافعة للانتفاع بها، والضارة لاجتنابها، كما بينت الأحكام الخاصة والعامة وذلك في الأموال، والدماء، والحدود، وفى الجهاد، والمعاهدات في الحر ب والسلام. وقد ابتدئت تلك النداءات الرحمانية بالأدب الرفيع الذي بدونه يهبط الإنسان إلى مستوى الحيوان، وختمت بالتوبة النصوح المنجية من خزي الدنيا وعذاب الآخرة. وسأعرض لكم تلك النداءات الأول فالأول كما هي في كتاب الله الحكيم مصحوبة برقم الآية واسم السورة ومعنى كل منها.

ولكني سأقف معكم حول نداء الله تعالى لعباده المؤمنين بعنوان الإيمان، ذلك وان المؤمن حي بإيمانه، يسمع ويعقل ويقدر على الفعل والترك بخلاف الكافر، ونداء الله عز وجل لعباده المؤمنين هو نداء ليأمرهم بما فيه سعادتهم وكمالهم، أو لينهاهم عما فيه شقاؤهم ونقصانهم، أو ليبشرهم وينذرهم، أو ليعلمهم ما ينفعهم، لذلك سأذكر نفسي وإياكم قبل كل نداء بحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وقد قال له رجل: اعهد إلى يا عبد الله، فقال له إذا سمعت الله يقول:" يا أيها الذين ءامنوا" فأعرها سمعك فانه خير يؤمر به أو شر ينهى عنه، ولنتذكر دائما أن نداء الله تعالى لنا شرف، وأي شرف وإلا فمن نحن حتى ينادينا رب العالمين؟!!

أسأ ل الله عز وجل أن يجعلنا من المجيبين لهذه النداءات وأن يشملنا بعظيم عفوه ورحمته.

والآن أترككم مع هذه النداءات ولا تنسوا حديث عبد الله بن مسعود:-" إذا سمعت الله يقول" يا أيها الذين ءامنوا" فأعرها سمعك فإنه خير يؤمر به أو شر ينهى عنه"

النداء الأول.... الآية 104 من سورة البقرة:-
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال تعالى :- " يا أيها الذين ءامنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب اليم"

نادى الله تعالى عباده المؤمنين في هذه الآية لينهاهم عن كلمة راعنا، ويرشدهم إلى كلمة انظرنا، وذلك لأن المنافقين من اليهود كانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم راعنا وهى في لغتهم بمعنى السخرية والاستهزاء، والاستهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم والسخرية منه كفر، فنهى الله تعالى عباده المؤمنين أن يقولوا للرسول صلى الله عليه وسلم إذا جلسوا إليه يتعلمون الكتاب والحكمة "راعنا" وليقولوا بدلا منها في العربية " انظرنا" بمعنى أمهلنا ولا تعجل علينا حتى نحفظ أو نفهم ما تقول لنا، وأعلمهم أن للكافرين المستهزئون برسول الله صلى الله عليه وسلم والساخرين منه عذاب أليما في الدنيا قبل الآخرة.

يتبع....

قال عبد الله بن مسعود:-" إذا سمعت الله يقول:" يا أيها الذين ءامنوا" فأعرها سمعك فإنه خير يؤمر به أو شر ينهى عنه"

النداء الثالث.... الآية 172 من سورة البقرة:-
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال تعالى:-" يا أيها الذين ءامنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون"

وهنا ينادى الله عباده المؤمنين ليأمرهم بالأكل من الطيبات مما رزقهم من أنواع الطعام والشراب للحفاظ على حياتهم، إذ البنية البشرية استمرا حياتها وصلاحيتها متوقف على لا غذاء والماء والهواء، فالأمر هنا دال على الوجوب، ثم أمرهم عز وجل بشكره على نعمه التي أنعم بها عليهم من أنواع الطيبات من الرزق الحلال، والشكر يكون بالاعتراف بالنعمة وحمد المنعم عليها وصرفها فيما أذن أن تصرف فيه.

يتبع.........